Monday, February 16, 2009

بيستحي




السلام عليكم
أغلقت الباب وأخبرته بوجهتي.. فانطلق

لحظات ودون انتباه لما كان يذيع الراديو شد الإعلان انتباهي.. كنت أريد ان اسمعه.. منذ فترة تقارب السنة وجدت فيّ رغبة ملحّة لأسمع الطريقة التي يذيعون فيها إعلان توعية عن هذا الموضوع.. إلا انه ما إن بدأ الإعلان حتى تلاشى الصوت عندما مدالسائق يده الى الراديو... ولم يعد بامكاني سماع ما تقوله المتحدثة في الإعلان بوضوح

لم أفهم أقام بتغيير الموجة أم خفض الصوت حتى ينتهي الأعلان؟

وكعادتي عندما أستقل سيارة تكسي.. أدرت وجهي للنافذة

لحظات وعاد الصوت.. متحدثة على الهاتف وصديقة للبرنامج.. أعتقد كان اسمها فوزية.. عرفها المذيع مباشرة من صوتها..حاولت الإجابة على سؤال في مسابقة ما لم أعرف الهدف منها.. ولم أعد أذكر إن كانت نجحت في إجابتها أم أخفقت

متصل آخر.. وآخر.. أسئلة دينية.. ومتصل آخر.. اختار أسئلة علمية.. خمسة أو ستة متصلين.. ومحاولات للإجابة منها ما نجح ومنها ما أخفق صاحبه

ما بين المتصلين وسكوتهم للحظات - للتفكير في إجابة السؤال ربما - كان صوت الإذاعة يعلو ويخبو بين الحين والآخر ما بين صوت المتصل والمذيع وصوت موسيقى أو مقطع من أغنية في الباك غراوند.. 0

ظننت أن هناك خللا في الراديو كأنه يرفض البقاء على نفس تعيير الموجة كما حدده السائق.. وكان السائق بين اللحظة والاخرى وكأني ألمحة بطرف عيني يترك المقود ويمد يده ليضبط الموجة.. لم أدرك ما كان يفعل تماما ولم أهتم كثيرا بالموضوع.. فسأصل الى وجهتي قريبا وانزل ولن أتذكر شيئا عن هذا الراديو

مضيف البرنامج لا يخلو من خفة الدم .. حتى اني وجدت نفسي أضحك (كالبلهاء لوحدي) على تعليقاته واستجاباته مع المتصلين وأنا في المقعد الخلفي للتاكسي.. نظرة خاطفة على السائق.. لم يضحك إطلاقا..أو أني لم أستطع أن أرى ذلك...فشعرت بهبلي أكثر وأكثر وحاولت كتم ابتساماتي خلال استماعي للمذيع والمتصلين

بعد ان تحدث المذيع مع مجموعة من المتصلين.. وكان آخرهم قد طلب أسئلة علمية ثقافية.. وبدون سابق انذار تحدث السائق

على فكرة اللي بيتابع راديو وتلفزيون برامج ثقافية يبستفيد كثير.. أنا اللي بيعرفوني بيسألوني من وين بعرف كل المعلومات الثقافية

آه في برامج منيحة أحيانا.. 0

زمان عالتلفزيون كانوا يجيبوا برامج ثقافية (وذكرلي اتنين من هالبرامج بس نسيتها بصراحة- يمكن واحد منها العلم والحياة) ووثائقية مفيدة كثير وأنا كنت أتابعها وأستفيد

ولأني تذكرت البرامج اللي ذكرلي اياها حكيتلو: ايوة مزبوط كانت برامج مفيدة .. (وفي تعليق على برنامج المسابقات الذي كان يذاع على مسامعنا أكملت) حتى هدا البرنامج (اللي على الراديو) شوية لطيف


* صمت 30 ثانية*


رجع السائق يحكي

بستحي أخلّي صوت الراديو ومعي بنت لما يجيبوا أغنية .. مش عارف

آهاااااااااااااااااا... هلأ فهمت الموضوع!!! وقبل أن يكمل كلامه وجدت نفسي أرد

آه في محطات أحيانا بتحط أغاني كلماتها مش بزيادة ومش مناسبة للزوق العام

لا يعني بستحي انو تكون معي بنت ويكون في أغنية مسموعة.. يعني أنو معي بنت ونسمع أنا وياها أغاني؟ .. بلاقيها مش مناسبة

ما شاء الله عليك.. الله يجزيك الخير.. حتى انا انتبهت أول ما طلعت (ساعتها تأكدت انو وطّى صوت الراديو عمدا لأنو الإعلان التوعوي كان عن سرطان الثدي) وبيضل هاد جزء من ديننا.. مع انو هاي اذاعة وطنية وما حدى بيقدر يعترض على اللي بيتبثو لأنها اذاعة وطنية بتتماشى مع الزوق العام عادة... 0

بعدها صار الحكي عن جيل الشباب الحالي واهتماماتهم بمحطات الأغاني من بين الفضائيات والمغنيين الجداد وأغاني زمان وكيف انو حتى أغاني زمان كانوا الناس يسمعوها عادة بدون حرج سواء في وجود نساء أو رجال.. أما اغاني هالأيام فالجزء الأكبر منها كلماتو قلة زوق وقلة حياء ... المهم... 0

ما خلص الحكي ولا انا صرت قريبة كتير من البيت... شمال.. يمين.. شمال.. الله يعطيك العافية (ويكثر سواقين تكاسي من أمثالك وعلى أخلاقك) .. دفعت ونزلت... 0

مشوار اليوم انتهيت منو والحمد لله